في المسجد. . . الفضول
و أنت داخل إلى المسجد تستقبلك أعين فضولية كثيرة ، اصحابها مسندة ظهورهم إلى الحائط ، تبدوا اجسامهم متعبة ، ولكن اعينهم يقظة جدا ، عوض ان يجلسوا مستقبلين القبلة مسبحين او ذاكرين او قارئين للقرآن او على الأقل غاضين لأبصارهم في إنتظار إقامة الصلاة ، يحرصون على اتخاد اماكن غالبا ما تكون خلفية في اتجاه ابواب المسجد يراقبون كل داخل إليه ، يفحصونه بأعينهم من رأسه إلى أخمص قدميه ،يقرؤون قسمات وجهه ، و يراقبون حركاته من بداية خلع نعله أو حذاءه إلى أن يتخذ مكانه في المسجد .
سلوك غريب يجعل الداخل إلى المسجد يشعر بشيء من الحرج أو نوع من عدم الإرتياح على الأقل ، مثل هؤلاء الفضوليون ينفرون المصلين من ارتياد المساجد ، لا شغل لهم إلا مراقبة الوالجين إلى المسجد ، و عندما تقام الصلاة يسارعون إلى شق أمكنتهم داخل الصفوف الأولى دافعين هذا و مزاحمين هذا.
مصلون آخرون يتخذون أمكنتهم بالصفوف الأولى ، و لكن ليس أقل فضولا من الصنف الأول حيث أنهم يضطرون من حين لآخر إلى استراق النظر خلفهم عندما يشعرون بأن هناك وافد جديد إلى المسجد . أما عندما تقام الصلاة و تصطف الصفوف تجد البعض منهم و خاصة المسنين ينظرون في وجه المصلين الواقفين عن يمينهم و عن شمالهم و كأنهم يحالون معرفة من يصلي بجانبهم . ومن يفته ذلك يستدركه مباشرة بعد السلام و النهاية من الصلاة . فضول لا مبرر له و لا يسلم منه أحد و خاصة في المساجد الصغيرة داخل الأحياء . " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
Written by medjalil
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire